عـذراء الخـدم
(قصة حقيقية)
كان "دانيال" يستمع بشغف شديد لشرح المرشدة السياحية في العاصمة النمساوية ـ فيينا، التي ما أن وجدت فوجمصري حتى تفجر فيها كل الشوق إلى مصر وأخذت تشرح بحرارة عجيبة
كل صغيرةوكبيرةفيكاتدرائية القديساسطيفانوس St. Stephansفهذا تمثال كبير نحته أحد الفنانين العظماء منصخرة واحدة ... و كل جزء صغير فيه يعبرعن معنى معين ...
و قد أراد الفنان أن يوقعاسمه على التمثال ، فنحت صورته و هو يطل من نافذة صغيرةليرى منها المعجبين بفنه على مدى العصور ... فهذه هيطريقة توقيعه...
و لكن لفت نظر "دانيال" تمثالغريب للسيدة العذراء مريم، يختلف عن كل ما في الكاتدرائية العظيمة ... فالسيدة العذراءلا تقفمنتصبة كأنها تمثالبل تنحني قليلا وتنظر لابنها الحبيب بابتسامة عذبة وكأنها شخص حي ... فسأل دانيال المرشدة عن سر اختلافهذا التمثال...
فقالت له : "هذا صحيح ، فهو يختلفتماما عن باقي التماثيل ... فكله من النحاس الخالص ... و قد وضع في الكنيسة في زمن مختلف... و له قصة خاصة ..."
فقد كان هذا التمثال الجميل في حديقةقصر إحدى الأميرات بالنمسا ... وكانت لهذه الأميرةخدم كثير و لكن كانت هناك وصيفة واحدة لخدمتها الخاصة منذ عدة سنوات ...
و في أحد الأيام ، إذ بها لا تجدخاتمها الماسي الثمين ... فنادت علىوصيفتها "فيولا" فيلهجة غاضبة ... وقالت لها : "أين خاتمي الثمين الذي أهداه لي الإمبراطور شخصيا؟ يجب أن يظهر هذا الخاتم حالا" ...
لم تتعود "فيولا"أن تسمع هذه النغمة من الأميرة الصغيرة ... فهي تعتبرها ابنتها ... فهل وصل الأمر أنتشك فيها!.
لم تجب "فيولا"، بل أسرعت نحوالحديقة حيث تمثال السيدة العذراء مريم، وقالت لها: "انجديني
ياأمي الملكة" ...
فما كان من الأميرة إلا أن قالت لهاعندما رأتها أمام التمثال:" أن العذراء ليستللخدامين ..... ."
شعرت "فيولا" وكأن خنجر يخترق قلبها... وعبثاحاولت أن يغمض لها جفن هذه الليلة ... فدموعها تنساب بغزارة ...
.
هل حقا أيتهاالسيدة العذراء أنت لست للخدم؟ألا يحق لي أن أدعوك أمي؟ هل حتى عند الله يوجدسادة و خدام؟ ...
و أرادت الأميرة أن تحضر إحدى الحفلات ... فأخرجت(الجوانتي) الدانتيل لتلبسه حتى تستكمل أناقتها ... وإذ بالخاتم داخل إصبع الجوانتيحيث اشتبك الدانتيل بأحد الفصوص!
خجلت الأميرة جدا مننفسها ... و ذهبت إلى وصيفتها مسرعة تعتذر لها لأول مرة في حياتها ...
و حتى تعبر عن أسفها الشديد و ندمها ...... قررت أن تهدي هذا التمثالللكنيسة و يسمىتمثال عذراء الخدم حتى يعرف كل البشر أن العذراء هي أم
لكل إنسان ...
وفعلا تمنقل التمثال لكاتدرائية القديس اسطيفانوس St.
Stephans بالحي الاول بالعاصمة النمساوية ـ فيينا، واشتهر التمثال بهذا الاسم في كل انحاءالدولة.
فالعذراء مستعدة أن تكون أما لك إن دعوتها ... فهيقريبة جدا من أولادها ... و ابنها الحبيب لا يرفض لها طلب ....
بركة امنا كلنا
القديسة العذراء مريم،
تكون مع جميعنا امين